فصل: تفسير الآيات (2- 3):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»



.تفسير الآية رقم (153):

{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}
{وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا} الإِشارة فيه إلى ما ذكر في السورة فإنها بأسرها في إثبات التوحيد والنبوة وبيان الشريعة. وقرأ حمزة والكسائي {ءانٍ} بالكسر على الاستئناف، وابن عامر ويعقوب بالفتح والتخفيف. وقرأ الباقون بها مشددة بتقدير اللام على أنه علة لقوله. {فاتبعوه} وقرأ ابن عامر {صراطي} بفتح الياء، وقرئ: {وهذا صراطي} {وهذا صراط ربكم} {وهذا صراط ربك}. {وَلاَ تَتَّبِعُواْ السبل} الأديان المختلفة أو الطرق التابعة للهوى، فإن مقتضى الحجة واحد ومقتضى الهوى متعدد لاختلاف الطبائع والعادات. {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ} فتفرقكم وتزيلكم. {عَن سَبِيلِهِ} الذي هو اتباع الوحي واقتفاء البرهان. {ذلكم} الاتباع. {وصاكم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الضلال والتفرق عن الحق.

.تفسير الآية رقم (154):

{ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154)}
{ثُمَّ ءاتَيْنَا مُوسَى الكتاب} عطف على {وصاكم}، وثم للتراخي في الإخبار أو للتفاوت في الرتبة كأنه قيل؛ ذلكم وصاكم به قديماً وحديثاً ثم أعظم من ذلك {أَنَّا آتَيْنَا مُوسَى الكتاب}. {تَمَامًا} للكرامة والنعمة. {عَلَى الذي أَحْسَنَ} على كل من أحسن القيام به، ويؤيده إن قرئ: {على الذين أحسنوا} أو {على الذي أحسن تبليغه} وهو موسى عليه أفضل الصلاة والسلام، أو {تماماً على ما أحسنه} أي أجاده من العلم والتشريع أي زيادة على علمه إتماماً له. وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي (على الذي هو أحسن) أو على الوجه الذي هو أحسن ما يكون عليه الكتب. {وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَئ} وبياناً مفصلاً لكل ما يحتاج إليه في الدين، وهو عطف على تمام ونصبهما يحتمل العلة والحال والمصدر. {وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم} لعل بني إسرائيل. {بِلِقَاء رَبّهِمْ يُؤْمِنُونَ} أي بلقائه للجزاء.

.تفسير الآية رقم (155):

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
{وهذا كتاب} يعني القرآن. {أنزلناه مُبَارَكٌ} كثير النفع. {فاتبعوه واتقوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} بواسطة اتباعه وهو العمل بما فيه.

.تفسير الآية رقم (156):

{أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156)}
{أَن تَقُولُواْ} كراهة أن تقولوا علة لأنزلناه. {إِنَّمَا أُنزِلَ الكتاب على طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا} اليهود والنصارى، ولعل الاختصاص في {إِنَّمَا} لأن الباقي المشهور حينئذ من الكتب السماوية لم يكن غير كتبهم. {وَإِن كُنَّا} إن هي المخففة من الثقيلة ولذلك دخلت اللام الفارقة في خبر كان أي وإنه كنا. {عَن دِرَاسَتِهِمْ} قراءتهم، {لغافلين} لا ندري ما هي، أو لا تعرف مثلها.

.تفسير الآية رقم (157):

{أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)}
{أَوْ تَقُولُواْ} عطف على الأول. {لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الكتاب لَكُنَّا أهدى مِنْهُمْ} لحدة أذهاننا وثقابة أفهامنا ولذلك تلقفنا فنوناً من العلم كالقصص والأشعار والخطب على أنا أميون. {فَقَدْ جَاءكُمْ بَيّنَةٌ مّن رَّبّكُمْ} حجة واضحة تعرفونها. {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ} لمن تأمل فيه وعمل به. {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بآيات الله} بعد أن عرف صحتها أو تمكن من معرفتها. {وَصَدَفَ} أعرض أو صد. {عَنْهَا} فضل أو أفضل. {سَنَجْزِى الذين يَصْدِفُونَ عَنْ آياتنا سُوء العذاب} شدته. {بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ} بإعراضهم أو صدهم.

.تفسير الآية رقم (158):

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)}
{هَلْ يَنظُرُونَ} أي ما ينتظرون يعني أهل مكة، وهم ما كانوا منتظرين لذلك ولكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظر شبهوا بالمنتظرين. {إِلا أَن تَأْتِيهُمُ الملائكة} ملائكة الموت أو العذاب. وقرأ حمزة والكسائي بالياء هنا وفي {النحل}. {أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ} أي أمره بالعذاب، أو كل آية يعني آيات القيامة والهلاك الكلي لقوله: {أَوْ يَأْتيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} يعني أشراط الساعة وعن حذيفة بن اليمان والبراء بن عازب: كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تذاكرون؟ قلنا: نتذاكر الساعة، قال: «إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، ودابة الأرض، وخسفاً بالمشرق، وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام، وناراً تخرج من عدن»ض {يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايات رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} كالمحتضر إذ صار الأمر عياناً والإِيمان برهاني. وقرئ: {تنفع} بالتاء لإِضافة الإِيمان إلى ضمير المؤنث. {لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ} صفة نفساً. {أَوْ كَسَبَتْ في إيمانها خَيْرًا} عطف على {ءامَنتُ} والمعنى: أنه لا ينفع الإِيمان حينئذ نفساً غير مقدمة إيمانها أو مقدمة إيمانها غير كاسبة في إيمانها خيراً، وهو دليل لمن لم يعتبر الإِيمان المجرد عن العمل وللمعتبر تخصيص هذا الحكم بذلك اليوم، وحمل الترديد على اشتراط النفع بأحد الأمرين على معنى لا ينفع نفساً خلت عنها إيمانها، والعطف على لم تكن بمعنى لا ينفع نفساً إيمانها الذي أحدثته حينئذ وإن كسبت فيه خيراً. {قُلِ انتظروا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} وعيد لهم، أي: انتظروا إتيان أحد الثلاثة فإنا منتظرون له وحينئذ لنا الفوز وعليكم الويل.

.تفسير الآية رقم (159):

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}
{إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ} بددوه فآمنوا ببعض وكفروا ببعض، أو افترقوا فيه قال عليه الصلاة والسلام: «إفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة» وقرأ حمزة والكسائي: {فارقوا} أي باينوا. {وَكَانُواْ شِيَعاً} فرقاً تشيع كل فرقة إماماً. {لَّسْتَ مِنْهُمْ في شَئ} أي من السؤال عنهم وعن تفرقهم، أو من عقابهم، أو أنت بريء منهم. وقيل هو نهي عن التعرض لهم وهو منسوخ بآية السيف. {إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله} يتولى جزاءهم. {ثُمَّ يُنَبّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} بالعقاب.

.تفسير الآية رقم (160):

{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)}
{مَن جَاء بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} أي عشر حسنات أمثالها فضلاً من الله. وقرأ يعقوب: {عشرة} بالتنوين وأمثالها بالرفع على الوصف. وهذا أقل ما وعد من الأضعاف وقد جاء الوعد بسبعين وسبعمائة وبغيرِ حساب ولذلك قيل: المراد بالعشر الكثرة دون العدد. {وَمَن جَاء بالسيئة فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} قضية للعدل. {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} بنقص الثواب وزيادة العقاب.

.تفسير الآية رقم (161):

{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)}
{قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبّى إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ} بالوحي والإِرشاد إلى ما نصب من الحجج. {دِينًا} بدل من محل إلى صراط إذ المعنى، هداني صراطاً كقوله: {وَيَهْدِيَكُمْ صراطا مُّسْتَقِيماً} أو مفعول فعل مضمر دل عليه الملفوظ. {قَيِّماً} فعل من قام كسيد من ساد وهو أبلغ من المستقيم باعتبار الزنة والمستقيم باعتبار الصيغة. وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي {قَيِّماً} على أنه مصدر نعت به وكان قياسه قوماً كعوض فاعل لإِعلال فعله كالقيام. {مِلَّةِ إبراهيم} عطف بيان لدينا. {حَنِيفاً} حال من إبراهيم. {وَمَا كَانَ مِنَ المشركين} عطف عليه.

.تفسير الآيات (162- 163):

{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)}
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى} عبادتي كلها، أو قرباني أو حجي. {وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى} وما أنا عليه في حياتي وأموت عليه من الإِيمان والطاعة، أو طاعات الحياة والخيرات المضافة إلى الممات كالوصية والتدبير، أو الحياة والممات أنفسهما. وقرأ نافع: {محياي} بإسكان الياء إجراء للوصل مجرى الوقف. {للَّهِ رَبّ العالمين لاَ شَرِيكَ لَهُ} خالصة له لا أشرك فيها غيراً. {وبذلك} القول أو الإِخلاص. {أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ المسلمين} لأن إسلام كل نبي متقدم على إسلام أمته.

.تفسير الآية رقم (164):

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)}
{قُلْ أَغَيْرَ الله أَبْغِى رَبّا} فأشركه في عبادتي وهو جواب عن دعائهم له إلى عبادة آلهتهم. {وَهُوَ رَبُّ كُلّ شَئ} حال في موضع العلة للإنكار والدليل له أي وكل ما سواه مربوب مثلي لا يصلح للربوبية. {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا} فلا ينفعني في ابتغاء رب غيره ما أنتم عليه من ذلك. {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} جواب عن قولهم: {اتبعوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خطاياكم} {ثُمَّ إلى رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ} يوم القيامة. {فَيُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} بتبيين الرشد من الغي وتمييز المحق من المبطل.

.تفسير الآية رقم (165):

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}
{وَهُوَ الذي جَعَلَكُمْ خلائف الأرض} يخلف بعضكم بعضاً، أو خلفاء الله في أرضه تتصرفون فيها على أن الخطاب عام، أو خلفاء الأمم السالفة على أن الخطاب للمؤمنين. {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درجات} في الشرف والغنى. {لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا ءاتاكم} من الجاه والمال. {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العقاب} لأن ما هو آت قريب أو لأنه يسرع إذا أراده. {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} وصف العقاب ولم يضفه إلى نفسه، ووصف ذاته بالمغفرة وضم إليه الوصف بالرحمة، وأتى ببناء المبالغة واللام المؤكدة تنبيهاً على أنه تعالى غفور بالذات معاقب بالعرض كثير الرحمة مبالغ فيها كثير العقوبة مسامح فيها. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلت عليَّ سورة الأنعام جملة واحدة، يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد، فمن قرأ الأنعام صلى عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الأنعام يوماً وليلة».

.سورة الأعراف:

.تفسير الآية رقم (1):

{المص (1)}
سبق الكلام في مثله.

.تفسير الآيات (2- 3):

{كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}
{كِتَابٌ} خبر مبتدأ محذوف أي هو كتاب، أو خبر {المص} والمراد به السورة أو القرآن. {أَنزَلَ إِلَيْكَ} صفته. {فَلاَ يَكُن في صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ} أي شك، فإن الشك حرج الصدر أو ضيق قلب من تبليغه مخافة أن تكذب فيه، أو تقصر في القيام بحقه، وتوجيه النهي فيه للمبالغة كقولهم: لا أرينك ها هنا. والفاء تحتمل العطف والجواب فكأنه قيل: إذا أنزل إليك لتنذر به فلا يحرج صدرك. {لِتُنذِرَ بِهِ} متعلق بأنزل أو بلا يكن لأنه إذا أيقن أنه من عند الله جسر على الإنذار، وكذا إذا لم يخفهم أو علم أنه موفق للقيام بتبليغه. {وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ} يحتمل النصب بإضمار فعلها أي: لتنذر وتذكر ذكرى فإنها بمعنى التذكير، والجر عطفاً على محل تنذر والرفع عطفاً على كِتَابٌ أو خبراً لمحذوف.
{اتبعوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ} يعم القرآن والسنة لقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يوحى} {وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} يضلونكم من الجن والإِنس. وقيل الضمير في {مِن دُونِهِ} ل {مَا أَنزَلَ الله} أي: ولا تتبعوا من دون دين الله دين أولياء. وقرئ: {ولا تبتغوا}. {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} أي تذكراً قليلاً أو زماناً قليلاً تذكرون حيث تتركون دين الله وتتبعون غيره، و{ما} مزيدة لتأكيد القلة وإن جعلت مصدرية لم ينتصب {قَلِيلاً} ب {تَذَكَّرُونَ}. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {تَذَكَّرُونَ} بحذف التاء، وابن عامر: {يتذكرون} على أن الخطاب بعد النبي صلى الله عليه وسلم.